جوجل تطوّر نظام “Aluminium OS” لتوحيد تجربة أندرويد وChromeOS في منصة واحدة

جوجل تعمل على نظام موحّد يجمع قوة أندرويد وChromeOS تحت اسم “Aluminium OS”

Mahmoud Ezz

ستجد فى هذا المقال

Toggle

جوجل تطوّر نظام “Aluminium OS” لتوحيد تجربة أندرويد وChromeOS في منصة واحدة

جوجل تطوّر نظام “Aluminium OS”.. خطوة كبرى نحو توحيد ChromeOS وأندرويد تحت منصة واحدة

كشفت تقارير تقنية حديثة عن تفاصيل جديدة حول مشروع جوجل السري، المعروف بالاسم الرمزي “Aluminium OS”، والذي يمثل تحولًا جذريًا نحو دمج نظامي ChromeOS و Android في نظام واحد متكامل يعتمد بشكل جوهري على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وجاءت المعلومات الجديدة عبر تقرير نشره موقع Android Authority استند إلى إعلان وظيفي لشركة جوجل، يشير بوضوح إلى أن فريق التطوير يعمل على “نظام تشغيل جديد مبني على أندرويد تحت اسم Aluminium”. ويأتي الاسم متماشيًا مع عادة جوجل في تسمية مشروعاتها بأسماء معادن منتهية بـ“ـيوم” مثل Chromium، في دلالة إلى جذوره التقنية.

ذكاء اصطناعي مدمج في قلب النظام

لا يهدف Aluminium OS إلى تغيير اسم النظام فحسب، بل يقدم منصة جديدة صُممت لدمج الذكاء الاصطناعي بعمق، بما في ذلك نماذج Gemini والوكلاء الذكيين، لتطوير تجربة استخدام أكثر قوة ومرونة، وجعل أندرويد مناسبًا أيضًا لأجهزة الحواسيب المحمولة والمكتبية.

وبخلاف الاعتقاد بأن النظام موجّه فقط للأجهزة الاقتصادية، يكشف الإعلان أن النظام يستهدف نطاقًا واسعًا من الفئات، من الأجهزة منخفضة التكلفة وصولًا إلى الأجهزة المتقدمة عالية الأداء.

كما يخطط النظام لدعم مجموعة كبيرة من التصميمات، مثل:

أجهزة اللابتوب
الأجهزة القابلة للفصل
الأجهزة اللوحية
أجهزة البث الصغيرة كالـ Chromebox

هل يختفي ChromeOS؟

تشير المعطيات إلى أن ChromeOS لن يتوقف فورًا، إذ تضع جوجل خطة انتقال تدريجية لتعايش النظامين خلال فترة زمنية محددة. كما توضح وثيقة التوظيف وجود خارطة طريق تشمل النظامين، مع رؤية واضحة لانتقال الشركة مستقبلًا “من ChromeOS إلى Aluminium OS”.

وتشير التوقعات الأولية إلى إمكانية إطلاق النظام الجديد بحلول عام 2026، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر التحولات في تاريخ أنظمة تشغيل جوجل.

حتى الآن، لم تصدر جوجل أي تعليق رسمي بشأن هذه التسريبات، لكن المؤشرات الحالية توحي بأن Aluminium OS قد يكون نواة مستقبل أجهزة جوجل، مع نظام موحد وتجربة معززة بالذكاء الاصطناعي عبر جميع منصاتها.

مزايا محتملة لـ Aluminium OS

رغم أن جوجل لم تكشف رسميًا عن خصائص النظام الجديد، إلا أن المؤشرات الحالية تسمح بتوقع مجموعة من المزايا التي قد يقدّمها Aluminium OS، أبرزها:

1. تجربة موحّدة عبر الأجهزة

من المتوقع أن يقدّم النظام بيئة واحدة سلسة تعمل على الهواتف، الحواسيب المحمولة، الأجهزة اللوحية، وحتى أجهزة التلفاز والبث.
هذا يعني:

مزامنة أفضل بين التطبيقات
واجهة موحدة
تحديثات أكثر استقرارًا

وهو ما كانت تسعى إليه جوجل منذ سنوات عبر مشاريع متعددة لم تصل إلى مستوى الدمج الكامل.

2. دعم موسّع للتطبيقات

دمج Android مع ChromeOS تحت قاعدة واحدة سيمنح المطورين فرصة لبناء تطبيقات تعمل على مختلف الأجهزة دون الحاجة لنسخ متعددة، مما يزيد من:

قوة النظام البيئية (ecosystem)
جودة التطبيقات المكتبية لأندرويد
انتشار التطبيقات على أجهزة اللابتوب منخفضة ومتوسطة التكلفة

3. منصة مثالية للذكاء الاصطناعي

مع تضمين نماذج Gemini في قلب النظام، يمكن أن يشهد المستخدمون:

مساعدًا ذكيًا دائمًا داخل النظام
أدوات إنتاجية تعتمد على الفهم السياقي
إمكانيات تلقائية لإنجاز المهام
دعمًا أعمق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل توليد النصوص والصور

وبذلك يصبح النظام أكثر ذكاءً من أي منصة قدمتها جوجل سابقًا.

تحديات قد تواجه جوجل

رغم الحماس حول النظام الجديد، تواجه جوجل عدة تحديات مهمة:

1. إقناع الشركات المصنّعة

الانتقال لنظام جديد يستلزم تغييرات في العتاد والبرمجيات، وقد تتردد بعض الشركات في تبنّيه سريعًا إذا لم يكن مكتملاً ومستقرًا منذ الإطلاق.

2. توافق التطبيقات القديمة

قد يواجه النظام صعوبة في تشغيل التطبيقات المبرمجة لأنظمة قديمة دون تحديثات، وهو ما قد يؤثر على تجربة المستخدم عند الإطلاق.

3. التأثير على مستخدمي ChromeOS

ChromeOS يمتلك قاعدة مستخدمين قوية في قطاع التعليم تحديدًا، مما يجعل عملية الانتقال حساسة، خاصة في ما يتعلق بالتحديثات الطويلة المدى وأمن البيانات.

لماذا قد تغير جوجل مسارها الآن؟

يعزو المحللون توجه جوجل نحو هذا الدمج الكبير إلى عدة عوامل:

منافسة متصاعدة مع آبل التي تقدم تجربة موحدة بالكامل عبر macOS وiOS وiPadOS.
تطور الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محور أنظمة التشغيل الحديثة.
تجزئة أندرويد التي دفعت جوجل للبحث عن منصة أكثر إحكامًا وسيطرة.

كما أن النظام الجديد قد يساعد جوجل على دفع منظومتها الخاصة للأجهزة، مثل Pixel وChromebook، نحو مستوى جديد من التكامل والذكاء.

كيف سيبدو مستقبل أجهزة جوجل؟

إذا تحقق ما تشير إليه التقارير، فسنشهد:

لابتوبات Pixel تعمل بنظام واحد موحد
أجهزة لوحية أكثر قوة تستفيد من تطبيقات أندرويد وسطح المكتب
تحسينات ضخمة في الأداء بفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
واجهة جديدة بالكامل تجمع أفضل ما في ChromeOS وأندرويد

وقد يفتح Aluminium OS الباب أمام فئة أجهزة جديدة تمامًا، مثل “أجهزة هجينة ذكية” موجهة للإنتاجية والذكاء الاصطناعي، على غرار توجهات مايكروسوفت في Windows AI PC.

الخلاصة

يمثل “Aluminium OS” — إن صحّت التسريبات — واحدة من أهم الخطوات التي قد تُقدم عليها جوجل منذ إطلاق أندرويد نفسه. فنحن أمام نظام يسعى لتوحيد العالمين المحمول والمكتبي، مع دمج عميق للذكاء الاصطناعي ليكون في قلب التجربة وليس مجرد إضافة.

ومع احتمالية إطلاقه في 2026، يظل السؤال الأهم:
هل سيتمكن النظام من إعادة تشكيل مستقبل الحوسبة على أجهزة جوجل؟

الوقت وحده سيجيب، ولكن المؤشرات الحالية تؤكد أننا على أعتاب جيل جديد بالكامل من أنظمة التشغيل.