واتساب تُعزّز أمان محادثات الذكاء الاصطناعي بميزة خصوصية جديدة
واتساب تطلق تحديثًا يحمي خصوصية المحادثات مع الذكاء الاصطناعي

ستجد فى هذا المقال
واتساب تُعزّز أمان محادثات الذكاء الاصطناعي بميزة خصوصية جديدة

واتساب تُعزّز أمان محادثات الذكاء الاصطناعي بميزة خصوصية جديدة
“ميتا” تكشف عن ميزة جديدة في واتساب لحماية خصوصية محادثات الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة “ميتا” عن إطلاق ميزة جديدة في تطبيق واتساب تحت اسم “المعالجة الخاصة” (Private Processing)، والتي تهدف إلى توفير بيئة تفاعلية آمنة وخاصة عند استخدام مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها، Meta AI.
وأكدت “ميتا” أن هذه الميزة ستكون اختيارية بالكامل، ومن المقرر أن تبدأ بالوصول إلى المستخدمين خلال الأسابيع المقبلة. كما شددت على أن لا أحد – بما في ذلك ميتا أو واتساب أو أي طرف ثالث – سيكون قادرًا على رؤية محتوى هذه التفاعلات.
وتهدف ميزة “المعالجة الخاصة” إلى تمكين المستخدمين من توجيه مساعد الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام مثل تلخيص المحادثات أو الإجابة على الاستفسارات ضمن جلسات مؤمّنة. وتُحذف جميع الرسائل والمحتويات تلقائيًا فور انتهاء الجلسة، مما يحول دون وصول أي جهة ضارة إليها حتى في حال تعرض النظام للاختراق.
وتسعى “ميتا” من خلال هذه الخطوة إلى تقليص فرص استهداف المستخدمين من خلال الهجمات الإلكترونية، دون الحاجة لاختراق البنية التحتية نفسها. كما أعلنت الشركة أنها ستتيح لجهات مستقلة مراجعة أداء الميزة والتحقق من مدى التزامها بمعايير الخصوصية والأمان.
وفي إطار تعزيز الشفافية، أكدت “ميتا” إدراج هذا النظام ضمن برنامج مكافآت اكتشاف الثغرات الأمنية، مع وعدها بنشر ورقة هندسية تفصيلية تشرح آليات الأمان المستخدمة، بالتزامن مع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي.
وفقاً لميتا
وبحسب ما أوضحته “ميتا”، فإن الطلبات التي تتم عبر ميزة “المعالجة الخاصة” سيتم تمريرها من خلال مزود خارجي باستخدام بروتوكول OHTTP (Oblivious HTTP)، والذي يعمل على إخفاء عنوان IP الخاص بالمستخدم، في خطوة مشابهة لما تقدمه شركة “آبل” من خلال ميزة Private Cloud Compute.
ورغم هذا التشابه، أشار خبراء تقنيون إلى وجود فرق جوهري بين المقاربتين؛ إذ تُعالج جميع طلبات الذكاء الاصطناعي في واتساب داخل خوادم ميتا، ويتطلب تفعيل ميزة “المعالجة الخاصة” إجراءً يدويًا من المستخدم. أما في حالة “آبل”، فالمعالجة تتم افتراضيًا على الجهاز المحلي، ولا تُرسل البيانات إلى الخوادم إلا عند الضرورة القصوى.
وتُعد هذه الميزة جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها “ميتا” تهدف إلى تعزيز ثقة المستخدمين في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع الالتزام التام بمبادئ حماية الخصوصية وتأمين البيانات في ظل التوسع المتسارع في استخدام هذه الأدوات ضمن تطبيقات التواصل.
خطوة استراتيجية نحو خصوصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
تأتي ميزة “المعالجة الخاصة” في إطار جهود ميتا لإعادة تعريف كيفية تفاعل المستخدمين مع تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقات المراسلة، وخصوصًا في ظل تزايد المخاوف من جمع البيانات وتحليلها لأغراض تجارية أو أمنية.
على عكس نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية التي تعتمد على تسجيل التفاعلات لتحسين الأداء، تتبع ميتا في هذه الميزة نموذجًا أقرب إلى فلسفة “عدم الاحتفاظ” (No Retention Model)، حيث يتم حذف البيانات مباشرة بعد انتهاء الجلسة دون تخزينها أو استخدامها لتدريب النماذج مستقبلًا.
ما هو بروتوكول OHTTP؟ ولماذا هو مهم؟
اعتماد ميتا على بروتوكول OHTTP (Oblivious HTTP) يُعتبر تطورًا لافتًا، إذ يسمح بفصل هوية المستخدم عن محتوى الطلب المرسل، بحيث لا تستطيع أي جهة – حتى ميتا نفسها – الربط بين هوية المستخدم وما يقوم به داخل الجلسة.
هذا البروتوكول يتيح تمرير الطلبات عبر وسيط خارجي يقوم بتشفير البيانات قبل إرسالها إلى الخوادم، مما يوفر طبقة إضافية من الخصوصية لا تعتمد فقط على تشفير الطرفين.
الخصوصية كميزة تنافسية
من خلال هذه الخطوة، تُحاول ميتا اللحاق بالتوجه المتنامي في صناعة التكنولوجيا نحو جعل الخصوصية ميزة تنافسية أساسية. فبينما كانت “آبل” السباقة في دمج الأمان المحلي داخل أجهزتها، تعتمد ميتا على مزيج من الشفافية، وخيارات المستخدم، والتشفير الخارجي لتقديم تجربة تفاعلية آمنة داخل بيئة سحابية.
تحديات وفرص
رغم المزايا التقنية، لا تخلو الخطوة من تحديات محتملة، أبرزها:
-
الحاجة إلى رفع الوعي بين المستخدمين بشأن ضرورة تفعيل الميزة يدويًا.
-
التعامل مع مخاوف البعض من الاعتماد الكامل على خوادم ميتا في المعالجة.
-
الحفاظ على أداء سريع وفعال للجلسات رغم التشفير متعدد الطبقات.
ومع ذلك، تُعد هذه المبادرة جزءًا من تحول أوسع في فلسفة ميتا، التي تحاول تقديم أدوات ذكاء اصطناعي قوية دون التضحية بخصوصية المستخدمين – وهي معادلة لم يكن من السهل تحقيقها سابقًا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في المراسلة
من المتوقع أن تؤسس هذه الخطوة لمرحلة جديدة من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المراسلة، حيث تتحول المحادثات المدعومة بالذكاء إلى أدوات إنتاجية يومية، مدعومة بالبنية التحتية الآمنة والمفتوحة للمراجعة، كما وعدت ميتا.